طالب المعرفة
أهلا وسهلا ومرحبا بكم في منتدى طالب المعرفة
ـ منتدى التعليم الثانوي ـ
تفضل بالدخول
طالب المعرفة
أهلا وسهلا ومرحبا بكم في منتدى طالب المعرفة
ـ منتدى التعليم الثانوي ـ
تفضل بالدخول
طالب المعرفة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ثانوية الشهيد بن دوحة بوعلام للتعليم الثانوي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بلاغة الاستعارة ـ مع التوضيح ـ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طالب العلم
Admin



عدد المساهمات : 425
تاريخ التسجيل : 21/10/2013
العمر : 36
الموقع : الجزائر

بلاغة الاستعارة ـ مع التوضيح ـ  Empty
مُساهمةموضوع: بلاغة الاستعارة ـ مع التوضيح ـ    بلاغة الاستعارة ـ مع التوضيح ـ  I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 12, 2013 9:51 pm


بلاغة الاستعارة:
سبق أن بلاغة التشبيه من ناحيتين الأولى تأليف ألفاظه والثانية ابتكار مشبه به بعيد عن الأذهان. وسر بلاغة الاستعارة لا يتعدى هاتين الناحيتين.
فبلاغتها من ناحية اللفظ أن تركيبها يدل على تناسي التشبيه ويحملك عمداً على تخيل صورة جديدة تنسيك روعتها ما تضمنه الكلام من تشبيه خفي مستور.
لهذا كانت الاستعارة أبلغ من التشبيه البليغ، لأنه – وإن بني على أن المشبه والمشبه به سواء – لا يزال فيه التشبيه منوياً ملحوظاً، بخلاف الاستعارة، فالتشبيه فيها منسي محجود. من ذلك يظهر لك أن الاستعارة المرشحة أبلغ من المطلقة، وأن المطلقة أبلغ من المجردة.
أما بلاغة الاستعارة من حيث الابتكارُ وروعة الخيال وما تحدثه من أثر في نفوس سامعيها، فمجال فسيح للإبداع، وميدان لتسابق المجيدين من فرسان الكلام.
و للمزيد أكثر يمكن القول :
سبق لك أن بلاغة التشبيه آتية من ناحيتين: الأولى تأليف ألفاظه، والثانية ابتكار مشبه به بعيد عن الأذهان ، لا يجول إلا في نفس أديب وهب الله له استعداداً سليماً في تعرف وجوه الشبه الدقيقة بين الأشياء، وأودعه قدرةً على ربط المعاني وتوليد بعضها من بعض إلى مدى بعيدٍ لا يكاد ينتهي.
وسر بلاغة الاستعارة لا يتعدى هاتين الناحيتين، فبلاغتها من ناحية اللفظ أن تركيبها يدل على تناسي التشبيه، ويحملك عمداً على تخيل صورة جديدة تنسيك روعتها ما تضمنه الكلام من تشبيه خفى مستور.
انظر إلى قول البحتري في الفتح بن خاقان:
يسْمو بِكف عَلَى العافين حانِيَةٍ تَهْمِِِى وَطرْفٍ إِلى العلياءِ طمَّاحِ
ألست ترى كفه وقد تمثلت في صورة سحابة هتانة تصب وبلها على العافين السائلين، وأن هذه الصورة قد تملكت عليك مشاعرك فأَذْهلتْكَ عما اختبأَ في الكلام من تشبيه؟
وإذا سمعت قوله في رثاء المتوكل وقد قتل غيلة:
صريعٌ تقاضاه الَّياليِ حُشاشةً يجود بها والموتُ حُمْرُ أَظافِره
فهل تستطيع أن تبعد عن خيالك هذه الصورة المخيفة للموت، وهي صورة حيوان مففترس ضرجت أَظافره بدماء قتلاه؟
لهذا كانت الاستعارة أبلغ من التشبيه البليغ؛ لأنه وإن بنى على ادعاء أن المشبه والمشبه به سواءٌ لا يزال فيه التشبيه منوياً ملحوظاً بخلاف الاستعارة فالتشبيه فيها منسي مجحود؛ ومن ذلك يظهر لك أن الاستعارة المرشحة أبلغ من المطلقة، وأن المطلقة أبلغ من المجردة.
أما بلاغة الاستعارة من حيث الابتكار وروعة الخيال، وما تحدثه من أثر في نفوس سامعيها، فمجال فسيح للإبداع، وميدان لتسابق المجيدين من فرسان الكلام.
انظر إلى قوله عز شأنه في وصف النار:" تكاد تميز من الغيظ كلما ألقى فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير" ترتسم أمامك النار في صورة مخلوق ضخم بطاش مكفهر الوجه عابس يغلي صدره حقداً وغيظاً.
ثم انظر إلى قول أبي العتاهية في تهنئة المهدى بالخلافة:
أَتَتْهُ الخِلاَفةُ مُنْقادة إِليْهِ تُجَرِّر أَذْيالها
تجد أن الخلافة غادة هيفاءُ مُدَلَّلَةٌ ملولٌ فُتن الناس بها جميعاً، وهي تأبى عليهم وتصدُّ إعراضاً، ولكنها تأتى للمهدى طائعة في دلال وجمال تجرُّ أَذيالها تيهاً وخَفراً.
هذه الصورة لا شك رائعة أبدع أبو العتاهية تصويرها، وستبقى حُلوة في الأسماع حبيبةً إلى النفوس ما بقى الزمان.
ثم اسمع قول البارودي:
إِذا اسْتلَّ مِنَّا سيِّدٌ غَرْبَ سَيْفِهِ تفزَّعت الأَفلاكُ والْتفتَ الدَّهْر
وخبرني عما تحس وعما ينتابك من هول مما تسمع، وقل لنا كيف خطرت في نفسك صورة الأجرام السماوية العظيمة حية حساسة ترتعد فزعاً ووهلا، وكيف تصورت الدهر وهو يلتفت دهشاً وذهولاً؟
ثم اسمع قوله في منفاه وهو نهب اليأْس والأَمل:
أَسمعُ في نفسِي دبيب الْمُنى وأَلْمَحُ الشُّبْهَة في خاطِرِي
تجد أنه رسم لك صورة للأمل يتمشى في النفس تمشياً محسا يسمعه بأذنه. وأن الظنون والهواجس صار لها جسم يراه بعينه؛ هل رأيت إبداعاً فوق هذا في تصويره الشك والأمل يتجاذبان ؟ وهل رأيت ما كان للاستعارة البارعة من الأثر في هذا الإبداع؟
ثم انظر قول الشريف الرضي في الوداع:
نسْرقُ الدَّمْعَ في الجُيوبِ حَيَاءً وبِنَِا ما بِنَا مِنَ الأَشْواق
وهو يسرف الدمع حتى لا يوصم بالضعف والخور ساعة الوداع، وقد كان يستطيع أن يقول :"نستر الدمع في الجيوب حياء"؛ ولكنه يريد أن يسمو إلى نهاية المرتقى في سحر البيان، فإن الكلمة "نسرق" ترسم في خيالك صورة لشدة خوفه أن يظهر فيه أثر للضعف، ولمهارته وسرعته في إخفاء الدمع عن عيون الرقباء. ولولا ضيق نطاق هذا الكتاب لعرضنا عليك كثيراً من صور الاستعارة البديعة، ولكنا نعتقد أن ما قدمناه فيه كفاية وغناء.
و للمزيد ايضا :

إن بلاغة الاستعارة في موضعها كبلاغة التشبيه في موضعه
وللاستعارة دور بالغ الأهمية في الأسلوب الذي نفكر به ونعمم تفكيرنا وهي ليست مجرد وسيلة لغوية يستخدمها الشعراء وغيرهم من الكتاب لتعميم أنواع معينة من الاستجابات العاطفية بل إنها جزء أساسي من الأسلوب الذي يفكر به الإنسان ويتصل به.
و هي فن في القول له عذوبة وسلاسة وجمال، لا تدانيها الحقيقة لطفاً وخفة "بل هي أكثر منها بلاغة في الوصف"، وأوجز لفظا في العبارة، فإن قولك: رأيت أسدًا يرمي، أبلغ وصفا من قولك: رأيت رجلا ً يرمي، وأوجز لفظا من قولك: رأيت رجلا بالغا في الشجاعة مبلغ الأسد، وقد يكون التلفظ بالحقيقة يكرهه السامع فيعدل عنها إلى الاستعارة لنزاهته وذلك نحو قوله تعالى:" لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن"( فإن في قوله: "ما لم تمسوهن" نزاهة...

أمثلة تطبيقية على بلاغة الاستعارة [ التطبثيق على أمثلة]

المثال الأول

قال تعالى : (وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ) (التكوير:18)

شرح بلاغة الاستعارة فيه

استعير في الآية الكريمة خروج النفس شيئاً فشيئاً لخروج النور من المشرق عند انشقاق الفجر قليلاً قليلاً بمعنى النفس ، تنفس بمعنى خرج النور من المشرق عند انشقاق الفجر
استعارة قد بلغت من الحسن أقصاه، وتربعت على عرش الجمال بنظمها الفريد، إنها قد خلعت على الصبح الحياة حتى لقد صار كائنا حيا يتنفس، بل إنساناً ذا عواطف وخلجات نفسية، تشرق الحياة بإشراق من ثغره المنفرج عن ابتسامة وديعة، وهو يتنفس بهدوء، فتتنفس معه الحياة، ويدب النشاط في الأحياء على وجه الأرض والسماء، أرأيت أعجب من هذا التصوير، ولا أمتع من هذا التعبير؟
ثم تأمل اللفظة المستعارة وهي " تنفس " أنها بصوتها الجميل وظلها الظليل، وجرسها الساحر قد رسمت هذه الصورة البديعة في إطار نظم الآية المعجزة، فهل من ألفاظ اللغة العربية على كثرتها يؤدي ما أدته، ويصور ما صورته ؟

المثال الثاني
قال تعالى : (إِنَّا لَمَّا طَغَا الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ) (الحاقة:11) .


شرح بلاغة الاستعارة فيه

استعير في الآية الكريمة " الطغيان " للأكثر الماء بجامع الخروج عن حد الاعتدال والاستعارة المفرط في كل منها . ثم اشتق من الطغيان : " طغى " بمعنى كثر .
استعارة فريدة لا توجد في غير القرآن إنها تصور لك الماء إذا كثر وفار واضطرب بالطاغية الذي جاوز حده، وأفرط في استعلائه . أرأيت أعجب من هذا التصوير الذي يخلع على الماء صفات الإنسان الآدمي ؟ ثم تأمل اللفظة المستعارة " طغى " إنها بصوتها وظلها وجرسها إيحائها قد استقلت برسم هذه الصورة الساحرة في إطار نظم الآية المعجز .

المثال الثالث:
قال تعالى Sadالر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) (ابراهيم:1) .

شرح بلاغة الاستعارة فيه

استعير في الآية الكريمة الظلمات للضلال بجامع عدم الاهتداء في كل منها .. واستعير النور بجامع الاهتداء في كل منها . وهذا المسلك الأدبي يسميه علماء البلاغة " الاستعارة التصريحة الأصلية ".
هذه الاستعارة الفردية تجعل الهدى والضلال يستحيلان نوراً وظلمة . إنها تبرز المعاني المعقولة الخفية في صورة محسوسة، حية متحركة كأن العين تراها واليد تلمسها .
تأمل كلمة " الظلمات " إنها تصور لك بظلامها الضلال ليلاً دامساً يطمس معالم الطريق أمام الضلال فلا يهتدي إلى الحق ثم تأمل الدقة القرآنية في جمع " الظلمات " أنه يصور لك إلى أي مدى ينبهم الطريق أمام الضلال فلا يهتدون إلى الحق وسط هذا الظلام المتراكم .
ثم تأمل كلمة " النور " أنها بنورها تصور لك الهداية مصباحاً منيراً ينير جوانب العقل والقلب ويوضح معالم الطريق أمام المهتدي فيصل في سهولة ويسر إلى الحق فينتفع به فيطمئن قلبه وتسكن نفسه ويحظى بالسعادة في دنياه وأخراه . / منقول للفائدة /
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://boukoftane.3oloum.com
 
بلاغة الاستعارة ـ مع التوضيح ـ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خلاصة مهمة قبل الامتحان ـ نحو ، عروض ، بلاغة ـ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
طالب المعرفة  :: منتدى التهاني :: السنة الثالثة ـ شهادة البكالوريا ـ-
انتقل الى: