ما الفرق بين الموسيقى الداخلية و الخارجية؟
أو ما هي مصادر الموسيقى الداخلية و الخارجية في النص الأدبي ؟؟؟؟؟
هذا سؤال متوقع في قسم التقويم النقدي
الموسيقى نوعان داخلية تخص الشعر و النثر، و خارجية خاصة بالشعر فقط.
* الموسيقى الداخلية :
هي ذلك النغم الخفي الذي تحسه النفس عند قراءتها الآثار الأدبية الممتازة شعراً و نثراً فنغم يبعث على الحماس و آخر يبعث على الحزن و الكآبة، و ثالث يثير فينا الحنان، و لو تساءلت عن مصدر هذا النغم لوجدته يكمن في حسن اختيار الأديب لكلماته بحيث أنها عند تجاورها جاءت منسجمة تنساب انسيابا فهي متآلفة الحروف لا تنافر فيها و يسهل النطق بها و لا يعتمد الأديب ذلك إلا قليلاً عند مراجعته لما كتبه، و إنما يهديه ذوقه الفني و قدرته الأدبية و كذلك سعة ثقافته و ثراء معجمه اللغوي، لكن هذا لا يمنعنا من محاولة الكشف عن بعض أسرار الفن في هذا الميدان.
لاحظ النقاد كثرة أحرف الهمس و هي : ( السين و الصاد و الزاي ) كما في قصيدة البحتري في إيوان كسرى
صنتُ نفسي عمّا يدنس نفســــي *** و ترفعتُ عن جَدا كلّ جبسِ
و تماسكتُ حين زعزعني الدّهر *** التماساً منه لتعسي و نكسي
حضرت رحلي الهموم فوجهتُ *** إلى أبيض المـــــدائن عنسي
أتسلى عن الحظوظ و آســــــى *** لمحل من آل ساســـانَ دَرْسِ
فحروف الهمس و السين منها خاصة هي الملائمة لمن يتكلم وسط هذا الصمت الذي يوجب الهدوء و الاحترام.
ومن الملاحظ أيضا أن حروف المد و هي : ( الألف و الواو ، الياء ) و خاصة الألف تكثر في أدب الرثاء شعراً و نثراً لأن طول الصوت يناسب الحزن مثل قصيدة مفدي زكرياء في أحمد زبانه
قام يختال كالمسيح و وئيــــــــدا *** يتهادى نشوانَ يتلو النشيــــدا
باسم الثغرِ، كالملائك أو كالطفل *** يستقبل الصَّبـــــاح الجديــــدا
شامخاً أنفُه جـــلالاً و تيــــــــهاً *** رافعاً رأسه يُناجي الخــــلودا
و تَعَالى مثل المؤذن يتــــــــــلو *** كلمات الهدى و يدعو الرقودا
توازن العبارات في النثر يقابله حسن التقسيم في الشعر.
التكرار الذي لا يقصد به غير الموسيقى و جمال الترنم.
كثرة النعوت والإضافات و المتعاطفات يعتبرها النقاد ضعفاً فنياً لكن لها فائدتين فهي تساعد الأديب على التوسع في المعنى كما أنها تساهم بقوة في إحداث نغم الموسيقى الداخلية للنص.
* الموسيقى الخارجية:
و هي المتولدة من الأوزان و القوافي و التي تدرس في ظل معرفتنا لعلم العروض و هو خاص بالشعر و تشمل الدراسة العروضية :
تسمية بحر القصيدة و تسجيل تفعيلاته.
الإشارة إلى تنوع القوافي ( إن وجد ) كما في الرباعيات و غيرها.
بيان عيوب القوافي.
قد يميل الشاعر إلى بحر الطويل أو البسيط إذا كان غرض القصيدة جاد يحتاج إلى اتساع تعبيري.
و قد يميل إلى المتقارب أو الخفيف في الشعر الثوري.
و الكامل و الوافر يناسبان شعر الغزل.
و صار الكامل خاصة يلائم معظم الأغراض.، منقول للفائدة ـ