المـوضـوع الثاني
النص:
" لا بّد من يوم تتوحد فيه البشرية فتغدو هذه الدول و هذه الدويلات التـــي (يكتظ بها سطح الأرض دولة واحدة) لا منافس لها في الحكم أو السلطان إلاّ الطبيعة . و إذ ذاك فالقوى البـــــــدنية والروحــية الهائلة التي تهدرها اليوم شعوب الأرض هدرا في المحافظة على كيانها القـــــومي و السيـــــــاسي
و الاقتصادي أو في توسيع ذلك الكيان على حساب جاراتها القريبات و البعيدات تتـــحول جميعها من أسلحة هدّامة أثيمة إلى أسلحة بناءة كريمة . فهي هدامة و أثيمة ما دام الإنسان يستعـــــملها لامتهان كرامة أخيه الإنسان و لمزاحمته على لقمة يتبلّغ بها أو على ســــاعة من الهناءة يكشح بها غيــــوم المعيشة من قلبه . و هي بنّاءة و كريمة عندما يلجأ إليها الإنسان ليبتز من الطبيعة خيراتها و يفضّ ما أغلق عليه من أسرارها فيسخرها لغاياته بدلا من أن يكون مسخرا لغاياتها ، و يــــذللها لمشيئته بدلا من أن يكون عبدا لمشيئتها .
لا بدّ من يوم تتمزق فيه غشاوات التعصب الإقليمي و العرقي و الدّيني عن أعين النّاس فيبصرون من بعد عمى و يستفيقون من بعد غفلة.ويدركون( أنّ ما ينفع أمّة ينفع كل الأمم )،و ما يضير أمّـــة يضير كل الأمم. و إنّ الأرض ليست موطنا لشعب دون شعب،وخيراتها ليست وقفا على دولة دون دولة.و أنّ النزاع على الأرض لا غالب فيه إلاّ الأرض :أمّا النزاع مع الأرض فقد يؤدي - بل سيؤدي حتما –
إلى غلبة الإنسان على الأرض .
و غلبة الإنسان على الأرض ستكون نقطة انطلاقه إلى الحرية .وهي غلبة لن تتم لهذه الأمة وحدها أو لهاتيك . بل تتم بجهود جميع الأمم و جميع النّاس. و إذن هي غلبة الإنسانية لا غلبة دولة بعينها أو إنسان بعينه.وإذن فالغنيمة هل للكل بالسواء،لا للعملاق دون القزم، و لا للمبصر دون الضرير . "
ميخائيل نعيمة – " النور و الديجور
أولا ـ البنــــــاء الفكري (10نقاط )
1ـ ما الموضوع الذي شغل بال الكاتب ؟ وضح إجابتك بعبارتين من النّص ؟
2ـ ما هي الأخطار التي تهدد البشرية حسب الكاتب ؟
3ـ ما الحجج التي دعم بها الكاتب فكرته ؟ هل ترى في توحّد البشرية خيرا لها ؟ عللّ موضحا أثر ما ينادي به على مقومات الأمم و الشعوب ؟
4ـ تبيّن علاقة الإنسان بالطبيعة في نظر الكاتب ؟ استعن بذلك لتحدد اتجاهه الفني ؟
5ـ حدد النزعة الغالبة على أفكار الكاتب ؟ وضحها.
6ـ لخص مضمون النص بأسلوبك الخاص ؟
ثانيا ـ البنــــــــاء اللّغــــوي (06 نقاط )
1ـ ما سبب تكرار عبارة " لابّد " في النص ؟ ما أثر تكرارها على المعاني ؟
2ـ أعرب ما تحته خط إعراب مفردات ؟
3ـ تبيّن المحل الإعرابي للجمل الواقعة بين قوسين ؟
4ـ اشرح الصورة البيانية التالية " ليبتز من الطبيعة خيراتها " و تبيّن نوعها و أثرها البلاغي ؟
5ـ ما النمط التعبيري الغالب على النص ؟ علّل ممثلا لأبرز مؤشراته ؟
6ـ بم تفسر غلبة الأسلوب الخبري في النّص .استخرج أسلوبين خبريين مبينا غرضهما البلاغي.
ثالثا ـ التقــــــويم النقدي (04 نقاط )
ميخائيل نعيمة ناقد من الطراز الأول في الأدب .استخرج أربع خصائص فنية تميز بها الكاتب تدعم بها هذا القول.
أساتذة المادة
ـ بالتوفيق في شهادة البكالوريا ـ الصفحة 4/4 انتهــــى
عناصر الإجابة
أ- البناء الفكريّ
1ـ الموضوع الذي شغل بال الكاتب هو وحدة الدول وابتعادها المطامع العرقية المختلفة لتعيش في نظام واحد يسوده التعايش السلمي ،مثال من النص " لابد أن من يوم تتوحد .......دولة واحدة) ، (لا بد من يوم تتمزق فيه غشاوات التعصب الإقليمي و العرقي)
2ـ الأخطار التي تهدد العالم : الأسلحة الهدامة – امتهان الإنسان لكرامة أخيه الإنسان – التعصب الإقليمي والديني –
3ـ الحجج هي : تحول الجهود من أسلحة هدامة إلى أسلحة بناءة – لابد من يوم تتمزق فيه غشاوة التعصب الإقليمي والديني – إدراك أنَّ ما ينفع الأمة ينفع كل الأمم وما يضير أمة يضير كل الأمم – النزاع مع الأرض يؤدي إلى غلبة الإنسان على الأرض التي تؤدي إلى الحرية. –
4ـ علاقة الإنسان بالطبيعة في نظر الكاتب هي: أن يكون هو مسخرا لغاياتها بدلا من أن يسخرها لغاياته، وأن يكون عبدا لمشيئتها بدلا من أن يذللها لمشيئته.
ومن خلال هذا المفهوم يتضح أن اتجاه الشاعر الفني هو الرومنسية التي تجعل من الطبيعة موضوعا لأدبها.
5ـ النزعة الغالبة على أفكار الكاتب هي النزعة الإنسانية ، التي ترمي إلى النظر إلى المجتمع كله نظرة حب وخير ورحمة ، والرغبة في نشر المبادئ السامية ، لذا فقد اتسعت نظرته إلى الحب والسلام وجعلتهم يهاجمون النزعة المادية .
6ـ التلخيص يراعى فيه: حجم التلخيص ـ الدلالة على المضمون ـ سلامة اللغة
ــــــــــــــ
ب - البناء اللّغويّ
1ـ دلالة تكرار "لابد" هي التأكيد على المعنى وتقويته ، مما يزيد المعنى وضوحا ورسوخا في الذهن.
2ـ ـ الإعراب :إذْ : ظرف لما مضى من الزمن مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمنية وهو مضاف.
إذن : حرف جواب مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
3ـالمحل الإعرابي : (يكتظ بها سطح الأرض دولة واحدة): جملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
( أنّ ما ينفع أمة ينفع كلّ الأمم ): جملة فعلية في محل نصب مفعول به .
4ـ نوع الصورة : استعارة مكنية ، إذ جعل الكاتب الطبيعة كالإنسان المغفل الذي يبتز منه المال فحذف المشبه به تاركا أحد لوازمه(يبتز) وذكر المشبه. أما أثرها فهو الحاق الخيال بالحقيقة ليتضح المعنى في ذهن السامع.
5ـ النمط الغالب على النص هو النمط التفسيري لأن الكاتب يعالج قضية اجتماعية حضارية.
مؤشراته: التركير على الأدلة والبراهين – اعتماد المصطلحات العلمية – بروز أفعال المعاينة والاستنتاج – استخدام ضمائر الغائب- استخدام لغة موضوعية.
6ـ غلب على النص الأسلوب الخبري لأنّ الكاتب في موقف تقرير حقائق مصحوبة بأدلة من الواقع ـ يستخرج الطالب أسلوبين خبريين مبينا غرضهما البلاغي ..
ـــــــــــــ
التقويم النقدي
خصائص ميخائيل نعيمة :
1ـ الالتزام بالموضوعية .
2ـ إصدار الأحكام النقدية بترو .
3ـ آراؤه يشفعها بالأدلة والحجج المنطقية .
4ـ اعتماد الأسلوب العلمي المتأدب .
5ـ توظيف المصطلحات العلمية .
6ـ الدقة في إصدار الأحكام .
.